بكركي في المرصاد
تعتبر بكركي أن قائد الجيش ينال رضى خارجياً
يتأكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من وجود مخطط لا يتوقّف عند إفراغ رئاسة الجمهورية فقط بل يتخطّاه لضرب الدولة اللبنانية بأكملها عبر نسف المؤسسات الأساسية والفاعلة وصولاً إلى إسقاط كل الحواجز التي تقف عائقاً في وجه وضع اليد على البلاد. تعمل بكركي وفق استراتيجية الحفاظ على المؤسّسات، وهي في الوقت نفسه تحاول إنهاء حالة الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، وهو ما يظهر من خلال تكليف راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم القيام بلقاءات مع القوى المسيحية من أجل تقريب وجهات النظر.
وبغضّ النظر عن المبادرة الكنسية، ترصد بكركي وجود نهج يهدف إلى ضرب المواقع المارونية عبر إبقاء رئاسة الجمهورية فارغة والهجوم المتعمّد على قائد الجيش العماد جوزاف عون ومحاولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يتحدّث باسم «الثنائي الشيعي» حرق اسمه لأسباب سياسية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية.
وبعد انسداد الأفق الرئاسي وعدم قدرة النوّاب على انتخاب رئيس من الأفرقاء السياسيين نتيجة تعطيل «الثنائي الشيعي» وحلفائه النصاب، لا تمانع بكركي في الذهاب إلى خيار بديل غير المرشحين السياسيين حيث بات يأتي على رأس الخيارات اسم قائد الجيش. وترفض بكركي رفضاً قاطعاً كلّ محاولات حرق اسم قائد الجيش والتي يقوم بها «الثنائي الشيعي» وبعض أبناء الطائفة وشنّهم حملات غير مبرّرة على جوزاف عون. وتُفنّد المصادر المخاطر من هذه الحملات وفق الآتي:
أولاً: إستهداف قائد الجيش في هذا الظرف الوطني العصيب يعني ضرب المؤسسة العسكرية وتعريض الأمن للخطر وإدخال الجيش في الزواريب السياسية وتصفية الحسابات الشخصية.
ثانياً: تُسبّب هذه الحملات في ضرب صورة الجيش أمام المجتمع العربي والدولي، وهذا أمر مرفوض، خصوصاً أنّ الجيش يحصل على مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية والمانحة وهو في أمسّ الحاجة لها في هذه المرحلة الصعبة من أجل الصمود.
ثالثاً: ترغب بكركي في الحفاظ على هيبة المواقع الأساسية في الدولة وحفظ المؤسّسات، وإذا سقطت هذه المؤسّسات فهذا يعني الدخول في الإنهيار التام وتحلّل الدولة.
أمّا العامل الرابع والأساسي في رفض بكركي التطاول على قائد الجيش، فيتمثّل في دخول البلاد المراوحة الرئاسية القاتلة وسط فشل الطبقة السياسية في انتخاب رئيس للجمهورية، لذلك ترى بكركي أن اسم قائد الجيش يبقى «الجوكر» الذي من خلاله يمكن إنقاذ موقع الرئاسة من الفراغ، ويدخل هذا الاسم كأول اسم على رأس اللائحة الرئاسية المرشّحة.
وتعتبر بكركي أن قائد الجيش ينال رضى خارجياً من الدول الأساسية الداعمة للبنان، ويُعبّر قسم كبير من الشعب اللبناني عن رضى على أدائه، والأهم نيله تأييداً مسيحياً كبيراً، فتكتل «القوات اللبنانية» أعلن عدم ممانعة انتخابه وأحزاب وشخصيات مسيحية عدّة تؤيد انتخابه وهو غير محسوب على أي فريق سياسي، لذلك فإن بكركي تخوض معركة شرسة من أجل عدم حرق الاسم.
كان لبكركي دور بارز في دعم قائد الجيش وسط الحملة التي تستهدفه من وزير الدفاع موريس سليم، وهذا الدعم يأتي وفق الحرص على تطبيق القانون وليس دعماً شخصياً، وبات سليم على علم برأي بكركي في هذا النزاع المفتعل في اليرزة، لكنه يستكمل مخطط رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل في تشويه صورة قائد الجيش ومحاولة عرقلة عمله لأهداف رئاسية، ما قد يفرض تدخلاً جديداً من بكركي إذا إستمرّت ممارسات وزير الدفاع على ما هي عليه.
تتدخّل بكركي في اللحظة المناسبة التي يحاول فريق معيّن الإنقضاض على قائد الجيش وترفع البطاقة الحمراء في وجهه، وتعمل لمواجهة الماكينات التي تحاول حرق اسمه لأهداف باتت معروفة، وتعتبر أن حرقه في هذه الظروف الصعبة يعني إستحالة الوصول الى شخصية لها تجربة ناجحة في قيادة أهم مؤسسة للدولة اللبنانية وهي محطّ إجماع داخلي وخارجي.
الان سركيس