كان للشيخ خطار الخازن قسم من تلة بكركي، فبنى عليها سنة ١٧٠٣ كنيسة دعيت بسيدة بكركي. وفي العام ١٧٢٠ سلم إدارة الكنيسة إلى الرهبان الانطونيين، في عهد البطريرك يعقوب عواد، فزاذوا في البناء وشيدوا غرف للرهبان، واشتروا الأراضي القريبة، وقلبوا الأرض وحولوها إلى جنائن عامرة وكروم، وتملكوا دير بكركي وأراضيه، العام ١٧٣٠، فأصبح دير بكركي من الديار المعروفة في كسروان، واصبح مركزا اساسيا للتاليف والنشر وحفظ الكتب. وفي زمن البطريرك ال ٦٣ يوسف اسطفان سنة ١٧٦٦، اتخذ مجمع الاساقفة قرارا بجعل بكركي مقرا بطريركيا، بالرغم من ان البطريرك اسطفان لم يبرح مقر سكناه في دير مار يوسف الحصن- غوسطا، حيث قضى سنتن بطريركيته وفيه دفن. أما خليفته مار مخايل فاضل (١٧٩٣- ١٧٩٥) فكان يتردد إلى بكركي، لكنه اقام في دير مار يوحنا حراش، والبطريرك فيليبوس الجميل (١٧٩٥- ١٧٩٦) فقد انتخب ومات ودفن في دير بكركي، وأما البطريرك يوسف التيان(١٧٩٦- ١٨٠٩) فقد جعل مقره تارة في بكركي وطورا في دير مار شليطا قرب غوسطا، أما خليفته البطريرك مار يوحنا الحلو(١٨٠٩- ١٨٢٣) فراى أن دير قنوبين الكرسي القديم اشرف على الخراب، بسبب هجر البطاركة له، فغادر كسروان وذهب اليه، فرممه وسكن فيه طوال سني ولايته، لكن خلفه البطريرك يوسف حبيش (١٨٢٣- ١٨٤٥) عاد وسكن في دير بكركي، وبدأ منذ هذا التاريخ، البطاركة خلفاؤه يقضون بطريقة متواصلة حتى يومنا هذا، فصل الشتاء في دير بكركي، والصيف في دير الديمان على كتف قنوبين….
جو حتي.