فشل التغييريين في ترجمة أهداف الثورة
بعد ثلاث سنوات على ١٧ تشرين تلقت الثورة صفعة ممن اعطتهم حق تمثيلها .
لقد تكرر المشهد نفسه وسلكت انتخابات هيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء وأعضاء اللجان المسار نفسه إذ غرد كل منهم في سرب كمستقلين لا كاعضاء كتلة واحدة، كما خاضوا معارك انتخابية ضد بعضهم البعض مما ادى الى تصدع في التكتل .
لقد بدا واضحا ان ما يجمعهم هو تحالف الضرورة لحفظ ماء الوجه امام الثوار .
ام الواقع فإن النواب ١٣ يختلفون على كل شيء لان بعضهم جاء بدعم من أحزاب المنظومة الفاسدة التي يرفعون لواء محاربتها اليوم ، والبعض الاخر تسلق على ظهر التيارات السياسية والثورة .
والاسوأ من ذلك هو الطموحات الشخصية والشهوة الى المناصب والغيرة التي بدأت تتحكم بنواب هذا التكتل ، فأظهرت مراهقة سياسية وفشل في إدارة خلافاتهم كما الملفات وسوء تقدير للنتائج .
بعد فشلها المتكرر في كل الاستحقاقات التي تلت الانتخابات النيابية ها هي تفشل مرة جديدة في تحقيق اي خرق في جبهة السلطة بسبب تضعضعها وسوء إدارة معاركها وهذا ما سينسحب على الاستحقاق الرئاسي .
لقد اصيب تكتل التغيير بعدة نكبات تمثلت ، أولا بخسارة عضويتهم في اللجان النيابية و هيئة مكتب المجلس النيابي ، وتنافسهم وجها لوجه ادى الى ارباك كبير في صفوفهم سرعان ما ترجم الى خلافات علنية فيما سيطرت المنظومة السياسية على المواقع كلها .
والثاني خروج النائب ميشال الدويهي من التكتل بشكل نهائي .
ان اعضاء هذا التكتل امام خيارات صعبة بعد ان خرج التأزم السياسي والخلافات الى العلن .
لقد فشلوا في ايصال المطالب الشعبية المزدحمة بالحقوق والاوجاع ، حتى الدماء ، فالمشاهد الفولكلورية التي رافقت دخولهم كنواب للثورة الى المجلس النيابي تبدلت حيث اختلطت الاتجاهات الثورية بالمصالح الشخصية والمقايضات السياسية دون تحقيق اي هدف من اهداف الثورة الا من حيث الخطاب فقط .
ان اللبنانيين الذين انتخبوهم يعيشون خيبة امل كبرى نتيجة ممارساتهم وفشلهم الذريع .
يستحق كل هذا مراجعة الحسابات للعثور على سبل العلاج من هذا الفشل المدمر.
زياد القزح