في خِتام إجتِماع المطارنة الموارنة الشَّهرِيّ
نُسَجِّلُ ارتياحًا مبدئيًا إلى التحرُّك الخيِّر الذي يقوم به نّوّابٌ وكتل نيّابّة وأشخاصٌ ذوو إرادة حسنة، ونأَمَل أَن يعقد المجلس النيابيّ جلساـتٍ مفتوحة متتاليّة حتى انتخابِ رئيسٍ جديد للدولة، وأن يتلاقى هذا التحرّك مع المساعي الدبلوماسية الخارجية التي تصبّ في الاتجاه نفسه.
نُجَدِّد رَفضَنا القاطع زجّ لبنان في ال ح ر ب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها. ونُطالِب الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.
نُحَذِّر مِن مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية. ونَلفِت نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه.
نُعَبِّر عَن استيائِنَا البالغ حيال الدرك المؤسف الذي بلغته إدارة الحكم في البلاد، والذي يجد تعبيره الأخير الخطير في إقرارِ موازنةٍ ظالمة للشعب اللبناني، ترفع من مستوى التضخُّم من خلال الخلل الفاضح بين الواردات والصادرات، فضلًا عن اعتماد سياسة الهرب إلى الأمام في تداركٍ زبائني للغضب الأهلي المُتصاعِد. ونَدعو مجلس الوزراء والمجلس النيابي إلى تدارك الأمر ومعالجة مكامن الداء قبل استفحاله في سلسلةٍ من العصيان والتمرُّد، تُهدِّد الوضع العام وتزيد من تفاقم أزمات البلاد المُتنوِّعة.
نُراقِبُ بحذرٍ وقلق، الأحوال التي آلت إليها معظم المناطق من جراء تنامي أخطار الوجود المُتفلِّت للنازحين السوريين. إن التهديدات الأمنية التي يُمثِّلها هذا الوجود، وضغوط الأعباء المالية التي يُرتِّبها على البلاد، وتزايد تضييقه على معيشة اللبنانيين سواء في المنافسة التجارية أو مُحاصَرة اليد العاملة، كلّ ذلك يُؤكِّد على وجوب المُسارَعة إلى ضبط هذا الوجود وإخضاعه للقوانين اللبنانية الضرائبية والرسومية، وإلى الإفادة في ذلك من إمكانات الإدارات المُختصّة والبلديات واتحادات البلدية. فالخطر بات يدقّ أبواب هوية لبنان وعيشه المُشترَك معًا.
نَدعو أَبناءَنا وبناتِنا، في خلال ما تبقى من زمن الصوم المبارك، الى تكثيف صلواتهم وأعمالهم التقشفية والخيرية، والى تحمّل ما يلاقونه من مضايقات وآلام وقلق على المصير، مشركين كل ذلك بآلام السيد المسيح، إستعدادًا للإحتفال بقيامته ملتمسين من الله أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا على وضع حد للحروب، ونشر السلام في وطننا ومنطقتنا والعالم.
