كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار بعنوان، سبحان مْغَيّر الشعارات.
“التحرير الأول عام ٢٠٠٠، والتحرير الثاني انتصار تموز، والتحرير الثالث التنقيب في البلوك رقم ٩،
كلّ ذلك نتيجة معادلة “جيش وشعب ومقاومة”.”
“نحن نقدّم استراتيجيّة دفاعيّة قائمة على معادلة
“جيش وشعب ومقاومة” وهي حققت انتصارات تاريخيّة”.
هذا الكلام هو لأمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله البارحة في مناسبة ما سُمِّيَ ذكرى التحرير الثانية.
وفي سياق خطابه مرّر سماحته عبارة ثناء خجولة بِذِكرِه “الجيش اللبناني مشكوراً”.
وطبعاً جميع قيادات “حزب الله” تحذو حذو أمينها العام في “تأليه” “المقاومة” واعتبار مؤسسة الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى أضعف مِن أَنْ تدافع عن الوطن، وكأنّ هذه المؤسّسات لا تصلح إلّا كَ “كومبارس” لِ “حزب الله”.
أن يَتَبَجَّح “حزب الله” بِ “إنجازاته العسكريّة” وأنْ يُمَنّن الشعب اللبناني بها فهذا شأنه.
أمّا السؤال الأساسي فهو مطروحٌ على التيّارات والأحزاب التابعة لِ “حزب الله” لأنْ لا حلفاء للحزب.
فالحليف يمون على حليفه ويشاركه الرأي والفِعل، أَمّا الأتباع فإسم على مُسمّى.
السؤال المطروح عليكم هو التالي:
إذا كان “حزب الله” حسب رأيكم هو الذي يحمي أرض الجنوب من العدو الصهيوني الغاصب،
و”حزب الله”، هو الذي يحمي الوطن من الدواعش لكي لا يفتكوا بأبناء عرسال وبريتال، والقاع وعكار وطرابلس وكسروان وبيروت وصولاً للناقورة وللخيام”،
وإذا كان “حزب الله” هو الذي سَمَحَ للبنان باستخراج نفطه،
فما هو داعي وجود جيش لبناني وقوى أمنية لبنانيّة؟
رئيس “التيّار الحرّ” النائب جبران باسيل، وفي كلّ مواقفه وخطاباته، يستفيض بشرح وجهة نظره بأنّه مع التكامل بين الدولة و”المقاومة” لأنّ الاخيرة هي “أساس” قوّة لبنان في مواجهة إسرائيل وداعش…
نواب مستقلون وتغييريّون يعتبرون أنّ التطرق لموضوع “حزب الله” وسلاحه هو من المحرّمات وفي غير مكانه طالما إسرائيل موجودة على الخريطة.
يعني مواقف هؤلاء تعني بالنسبة لهم أنّ مؤسسة الجيش اللبناني والمؤسسات الامنيّة الأخرى عاجزة عن الدفاع عن الوطن.
فهولاء ربّما يَرَون أنّ بقاء الوطن من بقاء “المقاومة” وزوال “المقاومة” هو بمثابة زوال للبنان.
لذلك ندعو “حزب الله” وكلّ التيّارات والأحزاب التابعة له أن تكون لديهم جرأة المطالبة بِحَلّ الجيش اللبناني، وباقي المؤسسات العسكريّة والأمنية الأخرى توفيراً على خزينة الدولة اللبنانيّة كلفة التسليح والتدريب والرواتب والطبابة والتقديمات العينيّة والاجتماعية لمئات الآلاف من أبناء هذه المؤسسات ومتقاعديها،
ولنستبدل شعار “الجيش هو الحل”ّ الذي لطالما كان شعار الرئيس العماد ميشال عون وتيّاره الحرّ،
استبداله بشعار “حزب الله هو الحلّ”.
سبحان مْغَيَّر الأحوال ومْغَيَّر الشعارات.