الأحد ٢٠٢٣/٠٣/١٩
الراعي: عدم توفير الخير العام سبب أساسي في تعطيل الانتخابات الرئاسية
أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ المسؤولين السياسيين، عليهم ألا ينسوا أن “العمل السياسي هو خدمة الإنسان، كل الإنسان”، معتبرًا أنّ “من شأن السلطة السياسية تعزيز الترابط والتكامل بين المواطنين”.
ولفت، خلال قداس تكريس العائلات والكنيسة بشفاعة القديس يوسف في بكركي، إلى أنّه “لا تستطيع الجماعة السياسيّة ممارسة السياسة بمعزل عن الحوار الصريح والمتجرّد، بالإصغاء المتبادل وتمييز القرار الواجب اتخاذه، من دون فرض الرأي عنوةً، ومن دون حسابات مخفيّة، وبمعزل عن السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام، الذي فيه تجد معناها ومبرّر وجودها، والذي يشكّل الأساس في حقّها بالوجود. يقتضي الخير العام توفير مجمل شروط الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تمكّن وتسهّل لجميع المواطنين والعائلات والجمعيّات البلوغ إلى كمال حاجاتهم”.
وقال، “في عدم توفير الخير العام يكمن مصدر أزماتنا السياسيّة والاقتصادية والماليّة والتجاريّة والأخلاقيّة. وهذا هو السبب الأساس لتعثّر بل لتعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبنتيجة هذا التعطيل شلل المجلس النيابيّ والحكومة والوزارات والإدارات العامّة. بل هنا مكمن الفوضى والفساد وتفكيك أوصال الدولة وإفقار المواطنين والتسبّب بقتلهم وموتهم جوعًا ومرضًا وانتحارًا”.
وتابع، “إذا سمع المسؤولون صوت الله عبر كلامه، لوجدوا الباب إلى الحلّ. فكلام الله يحرّر ويوحّد. وأيّ كلام آخر آتٍ من المصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبيّة، يأسر في مواقف متحجّرة، وبالتالي يفرّق ويباعد ويعطّل سير الحياة العامّة”.
وأردف، “فلا ينسيّن المسؤولون السياسيّون أنّ العمل السياسيّ هو خدمة الانسان، بموجب تصميم الله الذي أراد ان يؤلف من الرجال والنساء عائلة بشرية واحدة، يتعاملون فيها بروح الاخوّة فيما بينهم، وبروح البنوّة للخالق الواحد. ما يجعل كل الأشخاص بحاجة الواحد الى الآخر، وهم في حالة ترابط. من شأن السلطة السياسية تعزيز هذا الترابط والتكامل بين المواطنين، وتسهيل سعيهم الى انشاء جمعيات ومنظمات عامة وخاصة، ووضع نظامٍ اجتماعي يضمن خير كل شخص، إذ يتأسس على الحقيقة، ويُحمى بالعدالة، وينتعش بالمحبة، وينمو بالحرية السائرة نحو مزيد من الاتزان البشري”.
وقال، “نسأل الله بشفاعة القدّيس يوسف، شفيع العائلة البشريّة، أن يمنح الجميع نعمة الإصغاء لكلامه، والعمل بموجبه على مثال القدّيس يوسف، فنستحقّ أن نرفع إليه آيات الشكر والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد”.