كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار بعنوان
“على مِثال ابراهيم”،
مُلْفِتَةٌ هي تغريدة فخامة رئيس الجمهوريّة التي جاء فيها:
“حبّذا لو يُضَحّي البعض بمصالحهم وأنانيتهم من أجل مصلحة وطنهم وهناء شعبه”
هذه تغريدةٌ حلمٌ يتمنّاها كلّ لبنانيّ مخلص من القيّمين على إدارة شؤون البلاد لأن نجاح رجال الدولة يُحسَب لهم بما أنجزوه لشعبهم ولوطنهم وليس لذواتهم ولحاشيتهم ولذريتهم.
فلو كان القيّمون علينا من صنف الأطهار لما وصلنا الى الانهيار، نكتوي بأتون النار.
فخامة الرئيس،
شعبكم ضحّى أمامكم مرّات ومرّات.
بين الأعوام ١٩٨٨ و١٩٩٠ قدّم لكم الدماء والمُهج والأرواح، والمال والذهب والغالي والنفيس وصولاً لأجراس الكنائس.
وألَّهَكُم “مِن إِلَه” وأَلَّه من أَلَّهْتُم وشَيْطَنَ من شَيْطَنتم حتى ولو كان رأس الكنيسة ورفيق درب القديس البابا يوحنا بولس الثاني.
في العام ٢٠٠٥ كَرَّرَ شَعبُكَم تجربَتَه، فأهداكم تسونامي لم يسبقكم إليه لا هتلر ولا موسوليني ولا الحلف الثلاثي مُجتمعاً في عِزِّ مَجدِه.
وأكمل شعبكم الطريق معكم في العام ٢٠٠٩ وصولاً الى التفاف الجميع حولكم في العام ٢٠١٦ تاريخ بلوغكم قصر بعبدا للمرّة الثانية وبالطرق الدستورية بحسب اتفاق الطائف.
شعبكم أدّى قسطَه للعُلى تجاهكم على مدى ٣٤ سنة، فماذا جنى؟
أسبابُ الوصولِ الى جهنّم فخامة الرئيس، لا تعني المواطن المقهور والجائع والمنكوب الذي،
أضحى بلا عمل،
أضحى بلا موارد،
أضحى بلا مال،
أضحى بلا غذاء،
أضحى بلا ماء،
أضحى بلا كهرباء،
أضحى بلا دواء
أضحى بلا طبابة،
أضحى بلا استشفاء،
أضحى بلا مدارس،
أضحى بلا جامعات،
أضحى بلا مرفأ،
أضحى بلا بيروت،
أضحى بلا عدالة،
أضحى بلا أفق بلا امل بلا رجاء.
فخامة الرئيس،
جمال عبد الناصر بعد نكسة العام ١٩٦٧،
شارل ديغول بعد استفتاء العام ١٩٦٨،
كُلّ الرؤساء ورؤساء الحكومات عندما يَنفضّ الناس من حولهم، وآخر مَثَلٍ اليوم رئيس وزراء بريطانيا جونسون لكي لا نذكر رئيس وزراء العدو الصهيوني،
كُلُّهم استجابوا ويستجيبون لصوت الشعب، خضعوا ويخضعون له لأنهم يحكمون بإسم الشعب ولصالح الشعب،
فانسحبوا وينسحبون من سدّة المسؤولية لغيرهم.
فخامة الرئيس،
الناس قالت كلمتها في الانتخابات النيابيّة الأخيرة،
والكتل النيابيّة عبّرت وتعبّر عن رأيها في كلّ الأوقات.
كتلة الرئيس نبيه برّي، كتلة المردة، كتلة الكتائب، حركة الاستقلال، حزب الوطنيّين الاحرار، حزب الحوار الوطني، النواب التغييريّون، النوّاب المستقلّون، النوّاب القريبون من تيّار المستقبل، وربّما حزب الطاشناق وصولاً لحزب القوات اللبنانيّة،
الجميع يعتقد، وربّما حزب الله أيضاً بالتكافل والتضامن مع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، أنّنا بتنا في مرحلة جديدة، والكُلّ بانتظار رئيس الجمهوريّة المقبل والعهد المقبل لعلّها تكون فسحة أمل وبارقة بزوغ فجر جديد لشعب ما بلغ يوماً هذا المقدار من الذلّ والهوان.
فكما حمل ابراهيم إبنه الوحيد الى أعلى الجبل ليضحّي به إكراماً لربّه وإيماناً بالله،
هل انتم مستعدّون، وبمناسبة عيد الاضحى، للتضحية من أجل لبنان واكراماً لشعبكم، فتدعون كُلّ من استغلّ موقعه لمصالحه الخاصة، وهم معروفون بالفطرة من عموم اللبنانيّين، الى الانسحاب معكم من الحياة العامة لصالح الأوادم والكفاءات، فتدخلون التاريخ كبيراً من أوسع أبوابه وتحفرون اسمكم على صفحاته وفي الضمائر أنّكم أنقذتم شعبكم من براثن الشيطان؟
شَبِع الشعبُ من المُتسلّطين الأقوياء،
نريد الأنقياء الأتقياء.
إنّما الأمم أخلاق.
أضحى مبارك.