يا أتباع المعلم والثائر والشهيد الأول يسوع المسيح، لم تتلاشوا مثل أسلافكم الفينيقيين سكان لبنان القدماء أمام عظمة مصر وبابل وأشور والحثيين وفارس واليونان والرومان. لم تهابوا الإمبراطورية البيزنطية وتنضموا فراخا” تحت أجنحة جبرووتها. لم ترضخوا لسيوف الإمبريالية الحجازية خاضعين لشروطها ونهجها. لم تغيروا طقوسكم الكنسية وأعرافكم وتقاليدكم وتصبحوا لاتينا في ظل الحقبة الفرنجية الغربية. لم ينال منكم الفاطميين ولا الأيوبيين ولا دولة المماليك في عز تجبرها وطغيانها، هذه الدولة التي قست عليكم وانتقمت منكم ظنا” أنكم قد خنتم الشرق وانعطفتم إلى الغرب، وأردت بطاركتكم شهداء، فأنزويتم في وديانكم وجبالكم تحصون قتلاكم، تنافسون الخفافيش على الكهوف المظلمة. لم يقزمكم بطش الإحتلال التركي وسيطرة بني عثمان على مفاصل بلادكم بعد اندحار الحكم المملوكي، بل تابعتم ممارسة شهادتكم تدفعون ضريبة الحرية من اللحم الحي في جبالكم العاصية الباردة الصعبة حتى سقوط الإحتلال، وانتقالكم إلى الاستقلال تحت إدارة الانتداب الفرنسي، ثم إلى مرحلة الاستقلال التام. لم تنهزموا أمام انفلاش وشراسة الجحود الفلسطيني الذي خطط لسحقكم واقتلاعكم من لبنانكم محاولا استبدال وطنه السليب بوطن من استضافه في محنته وفتح له الديار والقلوب. لم تستكينوا وتخفضوا رؤوسكم أمام الآلة العسكرية والمخابراتية السورية الكريهة التي ارتكبت فيكم الأعمال الشائنة والمشينة، هذه الآلة التي احترفت الإجرام والقتل والقصف والتفجير والدم والتفرقة والنهب لضم بلادكم إليها ومسحها عن خارطة الوجود السياسي الدولي، وفي المرحلة الحالية تعانون من تخلف وسوادية الإحتلال الإيراني الذي سيزول حتماً كما كل إحتلال سبقه. ونبقى….
دكتور جو حت