لولا دعم حزب الله لاختفى.
يُعلِن النائب جبران باسيل أنّه في حال وصوله الى الرئاسة (يعني للمرّة الثانية او الثالثة إذا احتسبنا فترة ١٩٨٨-١٩٩٠) فإنّه “سيُثَبِّت معادلة التكامل بين المقاومة والدولة في كافة الميادين لأنّها أثبتت نجاحها كما حصل في ترسيم الحدود البحريّة مع اسرائيل”.
طبعاً مع تأكيده الدائم “للّجان الفاحصة” أنّه الأقدر على حماية ظهر المقاومة لأنّه الأكثر تمثيلاً عند المسيحيّين.
وتدليلاً على استثنائيته يعتبر باسيل أنّ منافسه من ذات الخطّ، وقد سمّاه، لا يتمتّع “بالقدر والقيمة” ليَجلس على كرسيّ الرئاسة.
وطبعاً لا ينفكّ باسيل يُخبِرُنا عن مشاريعه لمحاربة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة وعودة الكهرباء وامتلاء السدود والى ما هنالك من بيع أوهام.
الوزير سليمان فرنجيّه قال في حديث الى جريدة الاخبار الصادرة البارحة انّه “يوافق السيّد حسن نصرالله على ما قاله وأنّه لن يطعن المقاومة في الظهر ولن يتآمر عليها”.
“وإنّ سلاح حزب الله بعده اقليمي ودولي”.
لا داعي للتوجّه للنائب باسيل للتَعرُّف الى توجهاته الوطنيّة المستقبليّة فيما لا زلنا نغرق في نتائج وصوله المتكرّر الى قصر بعبدا بالتكليف او بالانتخاب وما بينهما من حصد ٧٥ بالمائة من أصوات المسيحيّين في سابقة غير مسبوقة في التاريخ واستحواذه على أكبر كِتَل نيابيّة ووزاريّة.
فلقد خَبِرناه وعَجَنّاه وخَبَزناه فأصبحنا بلا خبزٍ ولا عَجين.
أمّا بالنسبة للوزير سليمان فرنجيّة نتوجّه إليه بذات العفويّة التي يتحلّى بها مؤكّدين له أن ليس المطلوب طعن المقاومة بالظهر بل محاورتها وجهاً لوجه بكلّ الفروسيّة الزغرتاويُة كما فعل فرنجيّه الجدّ في جنيف ولوزان حيث ما زال التاريخ، وبعد أربعين سنة، يَحفظ له تَمييزَه بين خصوماتِه الشَخصيّة والمواقف الوطنيّة النبيلة.
بالثقة التي يمنحك إياها حزب الله من حقّك لا بل مِن واجبك ان تعرف ماذا سيقدّم، هو وسوريا، لعهدك من تسهيلات لم يقدّمها أو ربّما لم يطلبها منه العهد المنصرم.
هل تقفلون المعابر غير الشرعية؟
هل تمنعون التهريب والتهرّب الضريبي على المرافق الشرعية (مطار، مرافئ، حدود برّية)؟
هل تقفلون مصانع المخدرات والممنوعات؟
هل سيدفع الجميع الرسوم والضرائب وفواتير الماء والكهرباء والهاتف وغيرها؟
هل سيتساوى جميع اللبنانيّين أمام القضاء وينصاعون لأحكامه؟
هل سَتَسيرون بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وجميع الوزارات والإدارات والمؤسسات العامّة والصناديق؟
هل سَتَسيرون بالتحقيقات في تفجير مرفأ بيروت حتى النهاية؟
هل سَتُرَسَّم الحدود البَرِّية والبَحريّة بين لبنان وسوريا؟
هل سيعود النازحون السوريّون الى بلادهم؟
هناك ألف هل وهل ….
فهل سيكون لديكم القدرة على تحقيقها أو على تحقيق البعض منها؟
سليمان بيك،
لا تقبلوا أن تأتوا الى بعبدا فارغي اليدين.
لستم بحاجة الى النيابة والوزارة والرئاسة والزعامة،
لديكم كلّ ألقابها منذ ما قبل نشأة لبنان.
لا تُفرّطوا بها.
أنظروا تجربة التسونامي ميشال عون،
لولا دعم حزب الله لاختفى.
الدكتور شربل عازار