من الرئيس القويّ الى الرئيس النَقيض

كتب الدكتور شربل عازار تحت عنوان،
“من الرئيس القويّ الى الرئيس النَقيض”

أمّا وقد انتهى عهد الرئيس ميشال عون الى ما انتهى إليه من خيبات وانهيارات، سيَمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن يتوقّف الحديث عنها بفعلِ الأضرار الجسيمة التي انتجتها،
فقد انتقلت المنظومة الحاكمة الى الحديث عن “الرئيس التوافقي” بعد أن وصلنا الى جهنّم في عهد “الرئيس القوي”.

استبشرنا خيراً بالرئيس القوي لأننا اعتقدنا أنّه بِفِعلِ قوّته وقوّة تمثيله ومِنْ خلفيّته العسكريّة سيحترم دستور لبنان ويحافظ على سيادته وحدوده ومرافقه ومؤسساته بقواه الذاتية الشرعيّة ويجعل اللبنانيّين سواسيّة في الحقوق والواجبات تحت سلطة القضاء والقانون.

العكس هو الذي حصل، لذلك نحن نبحث عن النقيض.

سمّوا الرئيس النقيض ما شئتم،
رئيس تحدّ، رئيس مواجهة، رئيس توافقي، رئيس مسقل، رئيس وسطي…
المهم ماذا سيفعل هذا الرئيس؟

هل هو قادر من موقعه الرئاسي على تنفيذ البديهيّات لكي لا يكون هناك مواطنون فوق الغربال ومواطنون تحته؟

مثلاً:
١- هل سَيعمد الى تسكير كلّ المعابر غير الشرعيّة ومنع التهريب منها وعدم استباحتها بالاتجاهين؟

٢- هل سَيعمد الى تفتيش كلّ مَنْ وما يدخل على المطار والمرافىء والمرافق والحدود الشرعيّة؟

٣- هل سَيعمد الى إقفال كلّ مصانع الممنوعات والمخدرات والكابتاغون وما شابَه؟

٤- هل سَيعمد الى مكافحة الجريمة المُنَظَّمة من خطف الأفراد وتجارة المخدّرات وسرقة السيّارات وتزوير العملات وغيرها؟

٥- هل سَيعمد الى تحصيل الجباية في كلّ المناطق اللبنانيّة من ضرائب ورسوم واشتراكات الماء والكهرباء والهاتف وغيره….؟

٦- هل سَيعمد الى إخراج لبنان من المحاور والصراعات الاقليميّة ومنصّات التهجّم على الدول الشقيقة؟

٧- هل سَيحرص على دور لبنان المتعدّد الحضارات المنتمي الى جامعة الدول العربيّة والموصول بثقافات الغرب والمنفتح على كلّ دول الشرق؟

٨- هل سَيحرص أن يطال التدقيق الجنائي الى جانب مصرف لبنان وحاكميّته والمصارف،
كلّ الوزارات والإدارات والمؤسسات التابعة للدولة؟

٩- هل سَيحرص أن يُنشىء للّبنانيّين صندوقاً سياديّاً لا يمكن لِيَدِ الأشرار أن تَصِلَ إليه للحفاظ على ثروات الأجيال المقبلة؟

١٠- هل سَيحرص على احترام مقدمة الدستور التي نَصَّت على أنّ لبنان دولة سيّدة حرّة مستقلّة يحميها حصراً جيشها وقواها الشرعيّة؟

١٠- وأخيراً، هل سيكون قادراً على محاورة حزب الله على دوره الاقليمي وانتفاء الحاجة الى سلاحه بعد أن رُسِّمَت الحدود مع العدو الصهيوني بضمانات أمريكية أوروبّية أمميّة فلم يعد من داعٍ الى الصواريخ والمسيّرات، اللّهم إلّا إذا كان لديها أهداف مُستترة؟

أعطونا هكذا رئيس لِنَحمِلَه على أكتافنا وأكفّنا الى قصر بعبدا مهما كان أسمه.

فنحن لسنا من حزب النكايات، بل من حزب لبنان أولاً وأخيراً.

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *