واخميساه

كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار بعنوان، واخميساه.

خسارةٌ وطنيّةٌ رحيلُ كبيرٍ من مرحلةِ الكبارِ عَنَيتُ بِهِ دولة الرئيس حسين الحسيني الذي أعرف عنه ولا أعرفه.

وأهمّ ما رَسَخَ في الذهنِ أنّه تَمَسّك بحرفيّةِ وروحيّةِ الكتاب، أيّ الدستور، وتمسّك بمصلحةِ الوطن والدولة والمؤسسات أي أنّه تَمَسَّك بمصلحة الشعب اللبنانيّ على مختلف أطيافه.

ولم نَسمَع عن استغلاله لموقِعِه ولا عن ثرواته المُستجِدَّة لا في الداخل ولا في الخارج، فهو يغادر الى دنيا الحق وفي رصيده احترام كبير له من أبناء وطنه، من أخصامه قبل مؤيّديه.
والحداد الوطني ثلاثة ايام إحتراماً لذكراه هو أقلّ الواجب،

لكنّنا نسأل الرئيس الحسيني وهو يغادرنا، هل كان ليقبل أن تُرجَأ الجلسة الحادية عشر لانتخاب رئيس للجمهوريّة ثمانية أيام بحجّة غيابه؟

لماذا للخميس ١٩ كانون الثاني؟
لماذا ليس السبت في ١٤ أو الاثنين في ١٦ او حتى الاحد في ١٥ كانون الثاني؟

هل هناك عَقدٌ مبرم مع يوم الخميس لا نعرف اسبابه؟
هل الوحي لا ينزل على ضمائر أصحاب الأوراق البيضاء والملغاة والبلا معنى، إلّا يوم الخميس؟
أم أنّنا نفتّش عن كلّ المبرّرات لإطالة ألَمِ اللبنانيّين ووَجَعِهم المتصاعد يوماً بعد يوم وحتى ساعةً بعد ساعة، بسبب دولار مُتَفَلِّت وتهريب مُتفلّت وحدود متفلّتة وأخلاق وطنيّة متفلّتة وصفقات فالتة ومتفلّتة؟

من أيّة عَجنةٍ عُجِنتم؟
من أيّة طينةٍ جُبِلتُم؟
والى متى علينا تحمّل جَبْلَتَكم؟

الثلاثاء بعد الظهر التأم المجلس السياسي للتيّار الحرّ برئاسة النائب جبران باسيل، وضَجّ الإعلام أنّ موقفاً جديداً سيصدر، فيما خصّ اختيار مرشّح رئاسي جديد للتيّار غير “الورقة البيضاء”.
استبشرنا خيراً وانتظرنا ساعات وساعات صعود الدخان الأبيض، لكن ظَنُّنا خاب.
فلا أبيض يُرتجى من القلوبِ والعقولِ والأيادي غير البيضاء، إلّا الورقة البيضاء.

وقدرنا مع هذه السلطة المتسلّطة أن نبقى من خميس الى خميس، بانتظار “خميس الصعود” الذي يرفعنا من جهنّم الى جنّة الحياة وليس الى جنّة الموت.

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *