استراتيجيّة دفاعيّة لتذويب الدولة بالدويلة.
من خطابات قيادات حزب الله للأسبوع المنصرم،
السيّد هاشم صفي الدين يُعلِن:
“العقل الذي يواجه منطقنا عقلٌ عقيمٌ ولا يُريد أن يبني بلداً”.
الشيخ علي دعموش يقول:
“أميركا تريد إذلال لبنان ليتخلّى عن سلاح المقاومة ويقف على الحياد”.
الشيخ نبيل قاووق يتفاخر:
“إنّ المقاومة اليوم لها الدور الحاسم في تحصين الحدود والحقوق وصون الكرامات والثروات”.
الشيخ أحمد قبلان يُطَمئِن:
“الجيش اللبناني شريك الاستراتيجيّة الدفاعيّة”.
(نشكره على حفظ دور للجيش.)
وفي السياق ذاته، وفي مؤتمره الصحفي الأخير صرّح رئيس التيّار الحرّ النائب جبران باسيل:
“نحن مع لبنان القوي المحمي باستراتيجيّة دفاعيّة تكون المقاومة جزءاً منها”.
لا، هذا لم يعد تفاهماً، ولو وُقِّع في الكنيسة تحت أجنحة مار مخائيل شفيع فخامته.
هذا رضوخٌ، لا بل هذا ذوبان للدولة في الدويلة وهذا يمحي لبنان عن خارطة التنوّع والحضارة.
يعني فعلاً طق “شلش الحياء”.
النائب جبران باسيل يَهِبُ الدولة للحزب وللمقاومة وللمحور الإيراني تحت إمرة المرشد الأعلى،
على أمَل أن يتنعّم بفتات كرسي الرئاسة وما تحتها من كراسٍ وزاريّة ونيابيّة وقضائيّة وعسكريّة وأمنيّة وإداريّة…
وهي كلّها باتت مواقع كرتونيّة وهميّة لا تصلح إلّا للمرجلة والاستعلاء والتسلّط على الخصوم والسياديّين في هذا الوطن.
ما حصل مع الرئيس عون لن يتكرّر مرّة أخرى.
فالشجرة اقتربت من خالقها وحان وقت يباسها،
لأنّه كُتِب أن،
لا شجرة تَصِلُ لعند ربّها.
الدكتور شربل عازار