كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار تحت عنوان، “بين توتالكم وتوتالنا”.
تابعتُ، كما الكثيرين، المقابلة التلفزيونيّة للوزير سليمان بيك فرنجيّة حيث كرّر عبارته اللصيقة به وهي أنّه، “الأكثر قدرة في الحصول على تنازلات او تقديمات من “حزب الله” وسوريا لثقة الإثنين به”.
هذا الكلام يؤكّد ثابتتين يتَّفق عليهما الجميع شرقاً وغرباً:
الثابتة الأولى أنّ الوزير فرنجيّة هو الأكثر التصاقاً بالسيّد حسن نصرالله والرئيس بشّار الأسد، وهذا ما يصرّ على تظهيره في كلّ مناسبة، علماً أنّ صراحة وصدق رئيس تيّار “المردة” هو ما يميّزه عَمَن سبقه في العهد المنصرم،
والثابتة الثانية أنّ “حزب الله” وسوريا هما مَن يُمسِكان بأوراق “إعاقة” بناء الدولة اللبنانيّة لأسباب عديدة ومختلفة.
وعلى مدى المقابلة كان الوزير فرنجيّة صادقاً وصريحاً خاصة عندما أكّد، وبعكس ما كان قد قيل، أكّد أنّه متمسّك بالثلث المعطِّل، وأنّه لا يضمن المداورة في الوزارات، وأن ليس من صلاحيته منح الحكومة صلاحيات استثنائيّة، وأنّ قرار التعاون مع صندوق النقد الدولي متروك للحكومة، وطبعاً، هو لم يطرح خريطة طريق لحلّ مشكلة النازحين السوريّين ولا للنهوض الاقتصادي.
لكن الجملة “المفتاح” والمفصليّة في المقابلة كانت في تأكيده، “أنّه لا يَقبل بانتخابه رئيساً للجمهوريّة بدون موافقة السعوديّة، حتى لو توفّر له النصاب وضَمِن الفوز”.
وهذا الكلام المدروس الصادر عن معاليه يؤكّد إدراكه للبّ الأزمة وللمعادلة التالية:
بينما حزب الله وسوريا يشكّلان جزءاً من المشكلة، فإنّ العلاقة مع السعوديّة هي باب الحلّ.
هذا في الملعب المحلّي.
أمّا ما يحصل في غرف “الإليزه Elysée” فهو أمرٌ آخر مؤسف ومحزن.
باتريك دوريل يُرسل بطلب الوزير فرنجيّة ليسأله، في حال انتخابه رئيساً، ماذا يستطيع أن يقدّم من ضمانات لترسيم الحدود، وضبط المعابر، وعودة النازحين، ومنع تهريب المخدرات والممنوعات، ومنع تدخل “حزب الله” في أمور الدول الأخرى، وعن استعداده للسير بالاصلاحات الاقتصاديّة المطلوبة من الصناديق والدول المانحة، وبمحاربة الفساد، وبإزالة فائض الموظفين في القطاع العام، ومنع التهريب والتهرّب الضريبي على المعابر الشرعيّة وغير الشرعيّة، وغيرها من الأمور والأسئلة التي يطرحها السيّد دوريل.
وكأنّ فرنسا التي استضافت وحَمَت، لسنوات طويلة، مؤسّس “الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة” الإمام الخميني، ومِنْ ثُمّ أَعَادته مظفّراً، مِنْ مطارها الى مطار طهران بأبّهة غير مسبوقة، وفرنسا التي ساعدت إيران في حربها ضدّ العراق، والتي لديها علاقات اقتصاديّة ونفطية مع إيران لا تُخفى على أحد،
كأنّ فرنسا تلك يُخفى عليها أنّها إذا أرادت مساعدة لبنان واللبنانيّين عليها أن تحاور رأس محور الممانعة أي “المرشد في طهران”، طهران التي تتباهى بسيطرتها على أربع عواصم عربيّة من ضمنها لبنان.
فرنسا “الأم الحنون” منذ مئات السنين و”الدولة المنتدبة” التي أخذنا منها الدساتير والقوانين وطريقة بناء الدولة، فرنسا هذه تعرف يقين المعرفة، أنّ كلّ الأسئلة التي سألتها لسليمان فرنجيّة يجب توجيهها لرأس المحور.
كلّ الضمانات المطلوبة من سليمان فرنجيّه لإبلاغها للسعوديّة، يجب أخذها من رأس المحور لأنّه هو مَن يوزّع الأدوار على دمشق والضاحية والحلفاء، فكفى مضيعة للوقت.
فللرئيس ماكرون نقول،
بِتْحِبّ لبنان؟ حِبّ دستورو واستقلالو وسيادتو وحريتو وحدودو وحيادو،
ولا تبيعه بثلاثين من الفضّة ولا بكلّ نفط العالم.
وعليكم أن تختاروا بين محبّة واحترام وتقدير “Total = مجموع” الشعب اللبناني لفرنسا الماضي والحاضر،
وبين مصلحة “Total الزفت…”
الزفت من مشتقات النفط.