كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار تحت عنوان،
“خديعتان لا تصنعان وطناً”.
إتفاق ٦ شباط في كنيسة مار مخايل الشيّاح، هل هناك بَعد مَن يتذكّره؟
حتى أصحابِه هذه السنة لم يذكروا “أفضاله” ولو بكلمةٍ واحدة.
“اتفاق مار مخايل” كان اتفاقاً بين شعارين،
الأول: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود والموت “للشيطان الأكبر” أمريكا،
الثاني: بناء دولة “القانون والمؤسسات”،
واسترجاع صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وحقوق المسيحيّين.
الى ماذا انتهى هذا الاتفاق؟
في الشعار الاول: لا “القدس” حُرِّرَت ولا إسرائيل أُزيلَت من الوجود، بالرغم من حَجم “طوفان الأقصى” غير المسبوق في التاريخ، والذي كان الفرصة الإستثنائيّة والتاريخيّة التي لن تتكرّر، للإطباق على “الكيان الصهيوني الغاصِب” من كلّ الجهات والجبهات والمحاور “بحسب مفهوم وِحدة الساحات”.
لكن ما الذي حَصَلَ بدل التحرير؟
حَصَلَ أن هَيمَنَت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على لبنان من خلال “حزب الله” بذريعة “المقاومة”.
وفي الشعار الثاني: دُمِّرَت دولة القانون والمؤسّسات،
ولم تَعُد هناك رئاسة جمهوريّة لاسترجاع صلاحيّاتها.
إلّا أنّ “التيّار الحرّ” حقّق مبتغاه وأحلامه باستحواذه منفرداً على كامل حصّة المسيحيّين في السلطة قبل أن يترك الحُكم على طريقة لويس الخامس عشر،
“ومِن بَعدي الطوفان”.
إذاً، كانت الشعارات تمويهاً، بينما كانت حقيقة الاتفاق،
“انت تغطي سلاحي وهيمنتي وهيمنة محوري على البلد”،
و”انا أعطيك السلطة كلّ السلطة بفسادها ومُفسِديها”.
نستأذن الكبير جورج نقاش لنُعَدّل مقولته الشهيرة فَتُصبِح،
“خديعتان لا تصنعان وطناً”.
لم يكن حَبلُ الخِداعِ قصيراً هذه المرّة، فقد امتدّ منذ العام ٢٠٠٦ ولا تزال مفاعليه متسلّطة الى اليومِ على الوطن.
وبعد انكشاف المستور وانفضاح الأمور،
هل يَرجَع “حزب الله” الى لبنانيّته ودولته ومؤسّساته عملاً بمشيئة الإمام المُغَيَّب موسى الصدر وعملاً “بوصايا” المرجعيّة الراحل الإمام محمد مهدي شمس الدين واللّذين شدّدا على الانتماء اللبناني “الصرف” لأبناء شيعة لبنان،
أم أنّ “حزب الله” سيبقى ذراعاً إيرانيّة لتنفيذ أجندات خارجيّة لا تمت الى مصلحة لبنان بِصِلَة؟
العودة الى الوطن والدولة فضيلة وليست انكسارا.
امّا بخصوص “التيّار الحرّ”، المسيحيّون، سلّفوا ميشال عون وتيّاره ثِقَتهم، وَمَنَحوه “تسونامي” تاريخي غير مسبوق، بثمانين بالمئة من أصواتهم، وهو ما لم يَحصل عليه كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إدّه مُجتمعين في عزِّ مَجدِهم.
وحتى الآن لم ينتهِ العتب، لكي لا نقول الشماتة، على “القوات اللبنانيّة” لِدَعمِها ميشال عون للرئاسة.
فَهَل يُعيد “التيّار الوطنيّ الحرّ” بكامل “أطيافه وأجنحته” الأمانة للمسيحيّين عامّة، ولسمير جعجع وللمعارضة بالأخصّ، ويسير لمَرّةٍ واحدةٍ في خياراتهما الوطنيّة والسياسيّة والرئاسيّة للخروج من “نفق جهنّم” مِن خلال البِناء الفعلي لدولة القانون والمؤسسات بحدودٍ مُسيّجةٍ وبجيشٍ قادرٍ وقضاءٍ فاعلٍ واقتصادٍ مزدهرٍ ودورٍ ناشطٍ عملاً بتوصيف البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أكّد في “إرشاده الرسولي” أنَّ لبنان أكثر من وطنٍ إنّه رسالة”؟
هكذا يقول المنطق وتقول الديمقراطيّة وتقول الفروسيّة إن وُجِدَت.