رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس

قداسة الحبر الأعظم البابا فرانسیس
انطلاقًا من إیماننا بدور رسالتكم السامیة لخلاص البشریة، ویقیننا المؤمن بوحدة الأدیان واحترام المعتقدات، وتمسكا” برسالة لبنان مثالا” في العیش المشترك، وانطلاقاً من سعینا الدائم لتثبیت الھدف من إعمارنا الأرض، نتوجه الى قداستكم بھذه الرسالة والتي ما ھي إلا صلاة في ظل ما یشھده وطننا لبنان من أزمات تتوالى علیه بسبب تدخلات الغیر في سیاساته وعلى أرضه. لبنان الذي ذكره الله فقال: “ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وھذا الجبل؟ اجاب الله وقال: أغمض عینیك. ھذا الجبل ھو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سیأتي من بعدك. ونظر موس الى الشمال، الى ارض لبنان والجبال! وھذا الجبل لمن؟ قال! أغمض عینیك!!! محال! اجابه الله بصوت زلزال… وقف لي، ھذه الارض والجبال، لن تطأھا، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازل.لبنان َو ْقف الله، الذي توحد شعبه بمختلف طوائفھم وانتماءاتھم لتأیید ودعم البطریرك إلیاس الحویّك في مسعاه لقیام دولة لبنان الكبیر عام ١٩٢٥. ذلك المسعى الذي انطلق من بكركي تحتضنه كل أطیاف الشعب اللبناني لیخوض معاركه الدیبلوماسیة في المحافل الدولیة. ذلك المسعى الذي دعمه وأیده الكرسي الرسولي فكتب البابا بانیدیكتوس الخامس عشر على خریطة لبنان قبیل إعلان دولة لبنان الكبیر “لقد تحقّقت أماني وتطلّعات اللبنانیین بوطن لھم، ونحن نباركھم”. ذلك المسعى الذي أثمر قیام لبنان الرسالة المستقل متخذًا الحیاد الإیجابي مبدأ تأسیسيا” من بدایة إعلانه.وتحقیقًا لمسؤولیاتنا الوطنیة، ومواجھة لكل ما یھدد الدولة اللبنانیة الشرعیة ومؤسساتھا ودستورھا، قمنا بإعلاء صوتنا ومددنا أیدینا لكل من یؤمن بمبادئ لبنان الرسالة. قامت “مجموعة بكركي ٢٠٢٠” لتنادي بما نادى به الآباء المؤسسون للبنان. عابرة للطوائف والانتماءات تنشر الوعي الوطني وتطالب بتطبیق الحیاد الإیجابي الناشط لإنقاذ وطننا الحبیب لبنان وتسلیم رایة رسالتنا لأجیال وأجیال داعمین بقدراتنا المتواضعة كل ما یسھم في تطویر الوطن على النواحي الاجتماعیة والاقتصادیة والتنشئة. ومنفتحین على جمیع المجموعات والھیئات التي تسعى لبقاء لبنان مزدھر ومتحد.وعلیه، نحن شعب لبنان المحاید، بلد الرسالة المؤمن برسالته والمنادي بلبنان المتنوع والمنفتح على دول العالم.. نحن شعب لبنان المؤمن بحیاده لیكون وطن للسلام والعیش المشترك ضمن حدوده الجغرافیة على مساحة ١٠٤٥٢ كیلومتر مربع. نحن شعب لبنان المحاید، الباكي باسم كل أم وأخت وزوجة وابنة تنتحب على أحبابھا.. نحن شعب لبنان المحاید، الصارخ باسم كل أب وأخ وزوج وابن یحاكي مسؤولیاته… نحن شعب لبنان المحاید، المتأمل باسم كل من تنفس على أرضه ببناء كیانه المسالم..نحن شعب لبنان المحاید، المؤمن بحیاد بلده كمبدأ تأسیسي لنظامه الدیمقراطي الجامع لكل أبنائه… نحن شعب لبنان المحاید المستضعف، في ظل أزماته، والباحث عن العدالة لھ ولوطنه. ھذا الشعب الذي عانى الحروب وتحكم أنظمة وحكومات في مصیره ومقدراته. نحن شعب لبنان المحاید، الذي شھد ثالث أكبر انفجار في العالم وكان شاھد عیان على دمار عاصمته وفقدان أبنائه وبناته لیواجه ثقافة الموت لیبني ثقافة الحیاة. نحن شعب لبنان المحاید، الذي یواجه الفساد بجمیع أشكاله وھو مكتف بأمر واقع تفرضه عصابات الفساد العابرة للحدود. ھذا الشعب الذي سُرقت وتُسرق ثرواته وتُنتھك حقوقه الإنسانیة والمدنیة كل یوم لتأمین أبسط متطلبات العیش فأصبحنا نواجه كارثة إنسانیة واقتصادیة بكل المقاییس. نحن شعب لبنان المحاید، مسیحیون، مسلمون، متدینون، علمانیون.. موارنة، روم أرثوذكس، روم كاثولیك، أرمن أرثوذكس، أرمن كاثولیك، سریان أرثوذكس، سریان كاثولیك، كلدان، لاتین، إنجیلیون، أقباط أرثوذكس، أقباط كاثولیك، آشوریون، سنة، شیعة، دروز، علویون، إسماعیلیون. نحن شعب لبنان المحاید من مختلف الطوائف والانتماءات أوكلنا غبطة البطریرك مار بشارة بطرس الراعي ِحمل رسالة السعي لخلاص لبنان كون بكركي صر ًحا وطنیًا وملجأ كل لبناني وقت الِمحن.. فرمینا أحمالنا على عاتق الراعي لیرعى نداءاتنا ویطالب بصوتنا.. نحن شعب لبنان الُمطالب بالحیاد الإیجابي.. لبنان الذي رأى فیه القدیس البابا یوحنا بولس الثاني “أكثر من بلد، بل بلد الرسالة” رغم “عقدة تكوینه”.. نحن شعب أرض لبنان.. نحن شعب أرز لبنان.. نحن شعب مجد لبنان.. وعلیه نتوجه الى الكرسي الرسولي راجین من قداستكم المساعدة سعیًا لتطبیق حیاد لبنان الموقوف لله ومطالبة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالاعتراف بحیاد لبنان وتطبیق وضمان حیاده بحسب بنود مبادرة غبطة البطریرك مار بشارة بطرس الراعي التي جاءت تلبیةً لنداءاتنا وتطلعاتنا. كما نلوذ بكم لدعم ومطالبة المجتمع الدولي بإقامة مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان. لتكن صلاتكم لأجلنا وصوتنا في صلواتكم ومطلبنا في سعیكم ونداءاتكم في المحافل الدولیة نداءنا.ونختم رسالتنا كما اختتم قداستكم في الیوم الإرسالي العالمي “إ ّن عیش الرسالة یعني أن نغامر في تنمیّة مشاعر المسیح یسوع عینھا، وأن نؤمن معه بأن من یعیش بجانبي ھو أیًضا أخي وأختي. لیوقظ حبّه الرحیم قلوبنا ویجعلنا جمیعًا تلامیذ مرسلین، ولتُنمي العذراء مریم، التلمیذة المرسلة الأولى، الرغبة في جمیع المعمدّین في أن یكونوا ملحا” ونورا” في أراضینا”.مجموعة “بكركي ٢٠٢٠”0People Reached0Engagements–Distribution ScoreBoost PostLikeCommentShare

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *