مواصفات الرئيس العتيد والخروج من جُهَّنم
الجميع منشغل في عمليةِ إستقصاءٍ وتحرٍّ عن هوية “الٱنتحاري” الذي سيقبل خوض تجربة محاولة الخروج من جُهنَّم ، ويُستحيل الخروج منها إلاَّ بأعجوبة وهي الإطاحة بهذه المنظومة الفاسدة التي تسبَّبت بإنهيار البلاد وأدخلتها الى قعر جُهَّنم. أعاد الشعب إنتخابها بمعظمها والمتحكمون بأمرها يمتلكون سلاحا” غير شرعي يرهِّبون كلَّ من يعارض سياستهم ويغطُّون فساد حلفائهم واستجداء” لغطاءٍ طائفي وسياسي لشرعنة أنفسهم وسلاحهم .
انَّ بكركي اليوم تشكِّل خطَّ الدفاع الأول في وجهِ هذا المشروع الهادف الى ضربِ الكيان والدستور، فهي تتعرض الآن للحصار لأنها المرجعية الوطنية الوحيدة التي لم تكتفِ بالإعتراضِ وردَّات الفعل، إنَّما طرحت الحياد الايجابي الناشط والمؤتمر الدوليّْ و هذا الطرح لا يناسب المشروع الآخر في البلاد .
كما من جهةٍ أُخرى، إنزعجت أطرافٌ أُخرى مرشحةً للرئاسة ممَّا طرحه البطريرك من مواصفاتٍ للرئيس العتيد عندما تكلَّم عن رئيسٍ حياديّ لا ينتمي الى أي طرف .
من هنا جاء توقيف المطران موسى الحاج النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية على معبر الناقورة لمحاولة الضغط على البطريرك مار بشاره بطرس الراعي لتليين مواقفه لكن الرد كان حاسما” في بيان مجمع الأساقفة .
إن رئيس الجمهورية ليس خَيارا” لُبنانيا” بَحتا”، تعود كلمة الفصل فيه لعواصم القرار الكبرى التي حدَّدت المواصفات المفترض أن تتوفر في من سَيُنتَخب رئيسا” للجمهورية للسنوات الست المقبلة والواجب أن تكون حقبة إنتقالية من الإنهيار إلى الإنقاذ .
إن لبنان يحتاج الى رئيس خارج الإصطفافات السياسية الحالية ملمّ بالوقائع المالية والإقتصادية يقوم بإعادة بناء الدولة وهيكلة مؤسساتها ووضع حد للصفقات والفساد المستشري في مفاصلها .
إنَّ ما يحصل هو مواجهة بين خطَّين، خط لبناني وخط سوري إيراني مسيطر على لبنان أوصله الى دوَّامة الفراغ والإنهيار والعِزلة عن الخارج .
أمَّا في حال إستعاد الخط اللبناني مقوِّماته وانتصر، سيستعيد لبنان حُضوره ودوره وازدهاره وانفتاحه على الخارج .
على هذا الأساس يجب ان يعمل التغييريون والمستقلون والذين يغرِّدون خارج سرب سوريا وإيران وتوحيد الجهود لإنتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية والدفع باتجاه دولةِ السيادة والحريَّة والقانون .
إن عدم توحيد المعارضة لتصبح بيدها الأكثرية، يعني البقاء في جُهنَّم والإنهيار والزوال .
زياد القزح