كتب “عضو الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار بعنوان: ١٣ نيسان، منذ خمسين سنة حتّى اليوم.
ما أشبه اليوم بالأمس!
في العام ١٩٦٩ شَرَّعَ اتفاق القاهرة العمل الفدائي من جنوب لبنان، الذي أصبح “فتح لاند”، من أجل تحرير القدس.
وفي ١٣ نيسان ١٩٧٥ مرّت البوسطة في قلب عين الرمّانة وحاولت اغتيال الشيخ بيار الجميّل فحصل ما حصل.
وبدل ذهاب المنظمات الفلسطينيّة جنوباً لاسترجاع فلسطين أصبح شعارها، طريق القدس يمرّ في جونيه وعيون السيمان.
اليوم، وبعد خمسة وخمسين عاماً يستنسخون المشهديّة ذاتها.
ليس من سوريا ولا من الجولان ولا من الأردن ولا من مصر ولا من غزّة ولا من طهران ولا من أي مكان آخر، فقط من لبنان سيُحارِب المحور ليُلغي إسرائيل من الوجود وليُحرّر القدس وليُدمّر الشيطان الأكبر أمريكا.
وكما كانت طريق القدس تمرّ في جونيه وعيون السيمان حينها، فإنّهم اليوم يريدون لطريق القدس أن تمرّ عبر قصر بعبدا الشاغر والسرايا المُستقيلة والبرلمان المُقفل والدولة المُغتَصبة والقضاء المُهَدَّد والمرفأ المُدَمَّر والجيش الجائع والمؤسسات المُعطّلة والحدود المُستباحة والمرافق المُنتهكة والأسلحة المُتفلِّتَة والمصارف المُفلسة والمدارس المُقفلة والجامعات المُترنّحة والمستشفيات المُحتَضَرَة والكفاءات المُهاجرة والرواتب المعدومة والناس المُنهارة.
وتحت شعار توحيد الساحات يحوّلون لبنان، الجمهوريّة البرلمانيّة الديمقراطيّة الأولى في هذا الشرق، الى ملعب لصراعات المحور ويحوّلون الشعب اللبناني الى طابَةٍ تتقاذفها الأرجل والأذرع دون رادع أو وازع.
ويريدون من الشعب اللبناني المنكود المنهوب المنكوب وبِاسْمِ القدس والمقاومة والعزّة والكرامة أن يَنسحِق خِدمةً لدول خارجيّة وطموحات توسّعيّة بعناوين فُقهيّة عقائديّة لا تمتّ الى تاريخه ودوره وثقافته بأي صِلة.
وما أشبه اليوم بالأمس!
مساء الثلاثاء استفاض النائب جبران باسيل بالحديث عن الاستراتيجية الدفاعيّة التي تحمي لبنان وتدافع عنه لأنّه “على اقتناع بأنّ الجيش اللبناني والمقاومة قادران على تحرير لبنان وحمايته، وأنّه لا يقبل أن يكون السلاح إلّا بيد اللبنانيّين” (المقصود بيد المقاومة).
كلام النائب باسيل هو ذاته كلام الحزب “السوري القومي الاجتماعي” وأحزاب “البعث” و”الشيوعي” وغيرها في حقبة الهيمنتين الفلسطينيّة والسوريّة، وهي أحزاب كان طاغياً فيها اللون المسيحيّ.
فالنائب باسيل يأخذ تيّاره السياسي، لا بل أخذه بشكل نهائي، الى حيث انتمت هذه الأحزاب في حينه أي الى عكس خيار بناء دولة لبنان السيّد الحرّ المستقلّ المستقرّ المنفتح المزدهر المنتمي الى العالم الحرّ والمتطوّر.
فلبنان مخطوف اليوم، وبدعم من تيّار النائب باسيل الى محور الحروب والصراعات والفقر والاذلال والانهيار.
ويسألونك لماذا لا يتّفق المسيحيّون فيما بينهم؟
جوابنا هو، إنّ المسيحيّين السياديّين متّفقون مع جميع اللبنانيّين السياديّين من كلّ المذاهب. فالقضيّة اليوم هي بين مَن هُم مع لبنان الحضارة وبين مَن هُم في محور الممانعة الذي تأمره وتموّله وترعاه الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة خدمة لمصالحها.
لن نيأس، وسنبقى نناضل من أجل أن تكون حصريّة السلاح في يد مؤسّسة الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة الشرعيّة وحدها، وسنبقى نناضل لاسترجاع لبنان من خاطفيه أكانوا من الخارج أو من الخوارج