كتب عضو “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” الدكتور شربل عازار تحت عنوان، سَنَصبر حتى يعجز الصَبر عن صبرِنا.
في الذكرى السابعة عشر لِ ١٢ تموز ٢٠٠٦ قال السيّد حسن نصرالله:
“الغجر لبنانيّة،
ونحن نضع خيمة في مزارع شبعا اللبنانيّة، وانشالله بدنا نعمّر خيمة أو برج أو مطار!”
“الإسرائيلي يعتبر مزارع شبعا إسرائيلية، لكنّه لا يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية… لأنّ الشباب، أي شباب حزب الله، لديهم تعليماتهم”.
وأكمل السيّد نصرالله، “الجهد سيكون متكاملاً بين الدولة و”المقاومة” بالتكامل بين الدولة والمقاومة”.
السؤال المطروح في قضيّة التكامل بين الدولة و”المقاومة”:
إذا كان “حزب الله” هو مَن يُحدّد هويّة بلدة الغجر بكلّ اقسامها وأجزائها،
وإذا كان “حزب الله” هو مَن يحدّد هويّة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا،
وإذا كان “حزب الله” هو مَن يأخذ القرار بإعمار وتعمير خيمة وبرج ومطار،
وإذا كان “حزب الله” (وشبابه) هو مَن يأخذ القرار بالدفاع عن الأرض والحدود، فما هو دور الدولة؟
وأين هو التكامل بين “المقاومة” والدولة؟
بالحقيقة، “حزب الله” يُطالب بالتكامل بين “المقاومة” والدولة بينما هو يمارس بالفعل، التعارض والتضادد والتضارب بين “المقاومة” والدولة حتى يصل الى ذوبان الدولة في “المقاومة” أو في أحسن الأحوال، جعل الدولة في خدمة “المقاومة” وصولاً الى مطالبته برئيس جمهوريّة يحمي ظهر “المقاومة”!
بالمناسبة، هل من يستطيع أن يفسّر لنا ماذا يعني الكلام عن رئيس يحمي ظهر “المقاومة”؟
يُستفاد مِن تسلسل كلام السيّد نصرالله وقيادات “حزب الله” أنّ كلّ ما يَصبّ في خانة استنهاض الدولة هو طعنٌ “للمقاومة”.
يا “حرام” هذا الرئيس الذي سَيَحمي ظهر “المقاومة”، فَمَن سَيَحمي ظهره؟
حتى “ظهر” الرئيس ميشال عون و”ظهر” تيّاره الجارف و”ظهر” عهده القوي انقطع من جرّاء حماية “المقاومة”.
أربعةُ إطلالات الأسبوع المنصرم كانت بالتسلسل للشيخ سامي الجميّل ولرئيس “التيّار الحرّ” النائب جبران باسيل وللسيّد حسن نصرالله وختامها كان مِسكاً مع الدكتور سمير جعجع.
بعد مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء، أطلّ النائب باسيل يوم الخميس الماضي، مزهواً، من الديمان بعد ان كشف للبطريرك “سرّ” فرحه وحبوره، ومساءً امتلأت الشاشات للكلام عن الحوار الإيجابي، المتجدّد والمتسارع القائم بين “حزب الله و”التيّار”.
فعلاً يا لها من مفاجأة!!
لا ليست بمفاجأة، فالنائب باسيل، ولو أراد، وهو لا يريد، لن يغامر في الخروج في يومٍ من الأيام عن “السيّد” أو مِن “السيّد”، لأنّه مِن حضن “السيّد” يستمدّ دوره وقوّته ونوابّه، لذلك فإنّ قلبه وعقله وروحه ومصلحته وحصصه ومكتسباته عند ومع “السيّد”،
وعليه، صَدَقَ الدكتور جعجع في مقابلته التلفزيونية الأخيرة عندما قال أنُه “لا يضمن جبران باسيل”.
خلاصة كلام السيّد نصرالله في إطلالته أنّه مُصِرّ على الربح الكامل،
فإمّا أنْ يربح من خلال الفراغ الرئاسي الطويل وما يستتبعه مِن فراغ في حاكميّة مصرف لبنان وقيادة الجيش ومجلس القضاء الأعلى وغيره، وهذا ما لا يمكن لِ “حزب الله” البوح به،
وإمّا أنْ يربح من خلال السيطرة على الرئاسة الأولى بعد أن سَيطَرَ على الرئاسة الثالثة باعتبار أنّ الرئاسة الثانية مطوّبة له الى منتهى الدهر، فَيُسيطر بذلك على كلّ الدولة، بكلّ مفاصلها وأركانها ومؤسساتها.
وبعد الاستماع الى مقابلتَي النائب سامي الجميّل والدكتور سمير جعجع، تأكّد المؤكّد،
تأكّد أنّه لم يبقَ في الميدان إلّا “حدَيْدَان” معراب، بتحالفه مع حزب الكتائب وحزب الأحرار وأقطاب التجدّد والسياديّين التغييريّين والمستقلّين من كلّ المناطق والطوائف.
فَمَع هؤلاء الذين لن يخضعوا، سيبقى الأمل في استعادة الدولة والدستور والمؤسسات، لو مهما طال الفراغ، لأنّه لَن يكون أسوأ ممّا كان، ولأنّ الزمن الأوّل، زمن الخضوع، تحوّل، وسنعمل بقول الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
“سَنَصبر حتى يَعجز الصَبر عن صبرِنا”.