على كوع الكحّالة

على كوع الكحّالة، انجلت كلّ الحقائق وتوضّحت كلّ المخاطر وانكشف المستور.
على كوع الكحّالة، انجلت كلّ الحقائق وتوضّحت كلّ المخاطر وانكشف المستور.

أضف للمفضلة
على كوع الكحّالة، انجلت كلّ الحقائق وتوضّحت كلّ المخاطر وانكشف المستور.
ما جرى في الكحّالة خطير وكشف أموراً خطيرة، بالتّأكيد، لكنّه لم يفضح سرّاً، فكلّ مَن يسكن هذا الوطن المقدّس يعرف أنّ أرضه تُدَنّس كلّ يوم، وحقوقه تُستَباح، وحياة ساكنيه في خطر يوميّ دائم. الكلّ يعرف خطورة الوضع، ويعرف أننا نسير بين شاحنات مدجّجة مشَودَرة، ونَمُرّ قرب مخازن أسلحة مموّهة، ونسير فوق خنادق مخفيّة، ونسكن مقابل عنابر النيّترات المقفلة المؤهّلة لتفجير حياتنا ووطننا.

ما حصل على كوع #الكحالة ظهّر الحقيقة. على كوع الكحالة، انجلت كلّ الحقائق وتوضّحت كلّ المخاطر وانكشف المستور. بلد يتخبّط وينازع تحت سطوة مستقوٍ، ومواطنٌ معرّض للخطر كلّ دقيقة في عقر داره، وسط أهله، أمام منزله وقرب كنيسته. مواطن يَتَمنّىون لو أنّه يمرّر الأيّام معصوب العينين، مطبَق الفم، كالأصمّ وكَمَن في غيبوبة كي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلّم ولا يُدرِك، فيسكت وتخلو السّاحة لأشباح الشرّ والموت لتستبيح ما استطاعت. أمّا إن أبَتِ الكرامةُ أن ترضخ، وإن نَبَض في المواطن العنفوان وخفقت فيه روح الحرّيّة فرأى وسمع وأدرك وتكلّم وقال لا للخطر المُحدِق، أُسكِت وقُتِل.
هذا ما حصل في الكحّالة، وهذا ما يحصل في كافّة أرجاء الوطن، والكلّ يعرف ويردّدها سرّاً، خوفاً أو حذراً. أمّا الكحّالة…
أمّا الكحّالة فتجرّأت. أمّا الكحّالة فوقفت. أمّا الكحّالة فصمدت وواجهت كما ينتظر منها التاريخ أن تفعل.
إنّها الكحّالة أيّها القوم، إنّها الكحّالة يا لبنان، إنّها الكحّالة أيّها العالم.
أرض الأبطال تقفُ وقفَةً عصَت على الجيوش والدّوَل. وها هي الكحّالة من جديد تروي الأرض بدماء شهدائها الأبطال. لا لن تمرّ ولن يمرّ الخطر الذي يهدّد شعبنا ووطننا دون أن نستمرّ في مقاومة مَن يقاوِمون الوطن ويعرقلون قيام الدولة وعمل المؤسّسات.
فيا أيّها اللبنانيّون، لا تستخفّوا بدوركم، قوموا بواجبكم الوطنيّ كي يربح الوطن فينتصر وننتصر. لا تسكتوا عن الخطر الذي يداهمكم كلّ يوم في عقر داركم ليهدم حياتكم وبيوتكم ووطنكم. الوطن يحتاج إلى أبطال والأبطال لا يسكتون، الأبطال لا يساوِمون ولا يستسلمون. الأبطال يتفاعلون مع الجغرافيا والتاريخ والتوقيت وها هي كلّها اجتمعت في الكحّالة لتطلق صرخة الوطن المدوّية.
مرّةً جديدة تقول الكحّالة كلمتها ليسمع الوطن والعالم. ومرّة جديدة تجدّد الجغرافيا وعدها للتاريخ وتكتب تاريخاً جديداً سيكون له دوره في تغيير مجرى التاريخ وقلب الموازين.
ويا أيّتها الكحّالة الأبيّةُ العصيّةُ على الطّغاة ومنتهِكي كرامة الوطن، أصمدي وقولي كلمتك فالتاريخ يستصرخك لتنقذي الوطن ولتَكُن منك البداية.

جيزيل أبي خليل الحاج

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *