الراعي: نحيي المسيحيين ونقدر اخدمتهم للخير العام لانهم يعوضون عن إهمال السياسيين
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم ومروان تابت ، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، رئيس تجمع موارنة من اجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، مساعد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي رولان شرتوني، المدير العام في مجلس النواب هادي عفيف، وفد من جمعية “فينيسيا” للقديس شربل البولونية، عائلة المرحومة وداد ابو حبيب تابت والدة المطران مروان تابت، عائلة المرحومة ايزابيل باسيل، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
وتابع: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونجدد إيماننا بأن المسيح الرب حاضر بيننا ومعنا ومن اجلنا، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها على صعيد دولتنا اللبنانية الآخذة بالإنهيار، وعلى صعيد شعبنا الذي يفتقر أكثر فأكثر، ويضطر إلى هجرة الوطن نحو أوطان تحترم الإنسان وحقوقه. وذلك احترام مفقود على ارضنا.كل ذلك بسبب سوء الحوكمة من جماعة سياسية فاسدة وهدامة وفاشلة، من دون أي وخز ضمير أخلاقي أو وطني. فيما أحييكم جميعا، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، يطيب لي أن أرحب بجمعية “فينسيا للقديس شربل” البولونية يرافقها وفد من الحجاج في زيارة تقوية إلى لبنان. وأحيي سيادة أخينا المطران بول-مروان تابت راعي أبرشية مار مارون كندا وشقيقيه الحاضرين معنا، وقد ودعنا معهم أول من أمس والدتهم المرحومة وداد أبو حبيب أرملة الياس ابراهيم تابت. إننا نجدد لهم ولأنسبائهم تعازينا الحارة، ونصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسها. وأحيي أيضا سعادة النائب السابق نعمةالله أبي نصر وأولاد شقيقته المرحومة إيزابيل أرملة المختار سمعان أديب باسيل التي ودعناها مع أنسبائها في شهر كانون الثاني الماضي؛ كما نحيي سعادته وزوجة شقيقه المرحوم عصمت وأولاده وأنسبائهم، وقد ودعناه معهم منذ ثلاثة أسابيع. فإنا نذكر في هذه الذبيحة المقدسة المرحومة إيزابيل، والمرحوم عصمت، راجين لهما الراحة الأبدية في السماءوالعزاء لأسرتيهما. ظهور الرب يسوع وآية الصيد العجيب تكشف لنا ملامح الكنيسة”.
أضاف: “سفينة الصيد تمثل الكنيسة التي تصطاد البشر، وتجتذبهم إلى الله، وتجمعهم بروح الشركة التي تجعلهم في اتحاد بالله عموديا، وفي الوحدة مع الجميع أفقيا. شبكتها هي الإنجيل: إنجيل محبة الله المتجلية في شخص يسوع المسيح وأقواله وأفعاله وآياته؛ إنجيل الحقيقة المختصة بالله، والإنسان والتاريخ، وهي حقيقة تحرر وتوحد؛ إنجيل السلام بكل أبعاده الروحية والثقافية والاجتماعية والسياسية؛ إنجيل العدالة القائمة على احترام حقوق كل إنسان وتعزيز واجباته؛ إنجيل الأخوة الذي يبني في العالم عائلة الله. هذا الانجيل هو بين ايدينا نحن المسيحيين، ومسؤوليتنا ان نعيشة وننشره. الأسماك الكبيرة، وعددها 153، ترمز إلى شعوب الأرض، من كل لون وعرق وثقافة، وإلى انفتاح الكنيسة إليهم جميعا. “عدم تمزق الشبكة” من جراء الثقل يرمز إلى ميزتي الشمولية والوحدة في الكنيسة على أساس من عولمة الحقيقة والمحبة. ربان السفينة هو المسيح، وطاقمها الرسل ورعاة الكنيسة. عولمة الحقيقة والمحبة في الكنيسة هي الأساس والروح للعولمة الحديثة، المعروفة بعولمة الإقتصاد والمال والثقافة، والتي أوجدتها التقنيات الإلكترونية والاكتشافات الحديثة ووسائل الإتصال. عولمة الحقيقة والمحبة تدعو إلى التضامن وإنماء كل شخص بشري ومجتمع، فلا تهمش أحدا، بل تحمل قضية الفقراء وضحايا الظلم والعنف